حرب أكتوبر 1973 وآثارها على التنمية الزراعية في مصر
بقلم: الدكتور محمد حجاب
من المعلوم أن حرب ٦ أكتوبر كان لها أثر كبير ودور فى التنمية الزراعية التى تطورت على مدى العقود الخمسه الماضية . وهذا يدل علي اهتمام المصريين ووعيهم وحرصهم على المصلحة العليا للبلاد فوق مصالحهم الشخصيه فعند الشدائد يظهر النفيس ويتميز وبهذه المناسبة لا يسعنا الا ان نقف صفا واحدا خلف القياده السياسيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي داعمين لفخامته في كل قراراته الحكيمه التي يتخذها لحفظ البلاد من أي تعدي سافر سواء داخليا اوخارجيا.
ويطيب لى التذكير بأنه خلال حرب أكتوبر طرحت الحكومة المصرية سندات الجهاد من أجل تمويل متطلبات الحرب «وهى عبارة عن شهادات استثمارية من أجل المشاركة المجتمعية فى الحرب مالياً» تحت شعار «شارك فى ملحمة النضال الوطني» وتم الطرح فى البنك المركزى المصرى وفروعه وجميع البنوك التجارية المصرية وتضمن الفئات المالية 50 قرشاً، جنيهاً واحداً، 5 جنيهات، 10 جنيهات، 100 جنيه بفائدة 4.5٪ سنوياً ومعافاة من الضرائب كما لا يجوز الحجز عليها، وبلغت حصيلة تلك السندات بعد شـــهر واحـد فـــقط من بدء الحـــرب 7 ملايين جنيه وهو رقم جيد جداً بمعدلات هذا الوقت..
كما انه فى عام 1973. وفجاه حدثت اصابة شديدة جداً بدودة ورق القطن في محصول القطن وهو محصول قومي واستراتيجية وظهرت تلك الافه فى صعيد مصر ولأول مرة كانت الاصابة جديدة على جميع معاهد البحوث الزراعية فى ذلك الوقت وتم استعمال الطائرات لرش الدودة لأول مرة فى العالم مستخدما المبيدات الحشرية الفتاكه لتلك الافه وتم انقاذ المحصول من هذا الخطر الذي أصاب حقول القطن في مصر وتم السيطره على تلك الافه الخطيره التي تهاجم اكثر من 100 نبات اي تاكل كل ما هو اخضر على ظهر الارض وبالتالي تم مكافحه تلك الافه ووقف انتشارها واضرارها على المحصوله الاستراتيجي والقومي في مصر وهو (الذهب الابيض) حيث تحقق المطلوب من عمليات المقاومة بفضل التنسيق الأمثل بين وزارة الزراعة وأقسام وقاية النبات فى كليات الزراعة بقيادة د. محمد محب زكى رائد الارشاد الزراعى وتم تحقيق عائد اقتصادي ممتاز من محصول القطن .
وبذلت الدوله جهود ضخمه في تلك الفتره استعدادا للحرب وتعزيز المجهود الحربى تمهيداً لحرب 6 أكتوبر . وبالفعل وبفضل انشائه للمجلس الأعلى للارشاد الزراعى – وضعت كثير من الدراسات التى اضافت الكثير إلى الزراعة المصرية ولمسايرة الثورة الخضراء . كما تمت محاولة التغلب على التسعير والتسويق فى القطاع الزراعى وقد اجريت لأول مرة فى محافظة المنوفية بلد الرئيس السادات والمواطن الأساسي للقطن الاشموني الذبدي استنباط منه باقي الأصناف المحلية وتم إجراء تجربة خاصة بالتسويق التعاونى للقطن' حيث قام بها الاتحاد الزراعى التعاوني، وكان هناك تنسيق كامل مما اعطى لهذه التجربة النجاح.
أما البطل المقاتل د.محمد نور الدين خريج كلية العلوم وبطل عملية كبريت وصاحب فكرة تحلية المياه المستشار والخبير الدولى بمنظمة الأمم المتحدة أحد أبطال موقعة كبريت بحرب أكتوبر المجيدة «والذى كان برتبة ملازماً أول احتياطى مع مجموعة من ضباط أبطال ظلوا محاصرين لمدة 134 يوماً فى موقعه حتى قام البطل محمد نور الدين باختراع وسيلة بدائية لتقطير المياه لمجموعة كبريت المحاصرة وحتى لا يستسلموا للعدو» . حصل هذا العالم على نوط الشجاعة من الدرجة الأولى من الزعيم الراحل القائد محمد أنور السادات ودرع التفوق العسكرية من الرئيس عبدالفتاح السيسى. وبعد الحرب لم يكتف ببطولاته الحربية بل سلك طريق العلم وأصبح عالماً مصرياً فى مجال البتروكيماويات ومجالات أخرى كثيرة تعلم على يده الكثير من القيادات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب الدكتور محمد حجاب هو رئيس لجنة البحث العلمي بالاتحاد العام لشباب عمال الشرقية ومستشار الإرشاد الزراعي بالنقابة العامه لفلاحين مصر.